الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ قَالُوۤاْ إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ } * { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } * { إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }

{ قَالَ } لوط: { رَبِّ ٱنصُرْنِى عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ } بتحقيق قولي في العذاب. { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَٰهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ } ، من الله بإسحاق ويعقوب، { قَالُوۤاْ إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } ، يعني قوم لوط، والقرية سدوم، { إِنَّ أَهْلَهَا كَانواْ ظَـٰلِمِينَ }. { قَالَ } ، إبراهيم للرسل: { إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ } ، يعني: قالت الملائكة: { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ } ، قرأ حمزة والكسائي ويعقوب: «لننجيه» بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، { وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ } ، أي: الباقين في العذاب. { وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً } ، ظن أنهم من الإِنس، { سِىءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ } ، بمجيئهم { ذَرْعاً وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ } ، من قومك علينا، { وَلاَ تَحْزَنْ } ، بإهلاكنا إيّاهم، { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَـٰبِرينَ } ، قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر، ويعقوب: «مُنَجُوك» بالتخفيف، وقرأ الآخرون بالتشديد. { إِنَّا مُنزِلُونَ } ، قرأ ابن عامر بالتشديد، وقرأ الآخرون بالتخفيف، { عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً } عذاباً، { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } ، قال مقاتل: الخسف والحصب، { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }. { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ } ، من قريات لوط، { ءَايَةً بَيِّنَةً } ، عبرة ظاهرة، { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } ، يتدبرون الآيات تدبر ذوي العقول، قال ابن عباس: الآية البينة: آثار منازلهم الخربة. وقال قتادة: هي الحجارة التي أهلكوا بها أبقاها الله حتى أدركها أوائل هذه الأمة. وقال مجاهد: هي ظهور الماء الأسود على وجه الأرض. { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً } ، أي: وأرسلنا إلى مدين أخاهم شُعيباً، { فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ } ، أي: واخشوا، { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }. { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }.