{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } ، أوزار أعمالهم التي عملوها بأنفسهم، { وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } ، أي: أوزار من أضلوا وصدوا عن سبيل الله مع أوزارهم. نظيره قوله عزّ وجلّ:{ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } [النحل: 25]. { وَلَيُسْـئَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } ، سؤال توبيخ وتقريع. قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ } ، فغرقوا، { وَهُمْ ظَـٰلِمُونَ } ، قال ابن عباس: مشركون. { فأَنْجَيْنـٰهُ وأَصْحَـٰبَ ٱلسَّفِينَةِ } ، يعني من الغرق، { وَجَعَلْنَـٰهَآ } ، يعني السفينة { ءَايَةً } ، أي: عبرة، { لِّلْعَـٰلَمِينَ } ، فإنها كانت باقية على الجودي مدة مديدة. وقيل: جعلنا عقوبتهم بالغرق عبرة. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بعث نوح لأربعين سنة، وبقي في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشَوا، وكان عمره ألفاً وخمسين سنة. قوله عزّ وجلّ: { وَإِبْرَٰهِيمَ } ، أي: وأرسلنا إبراهيم، { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ } ، أطيعوه الله وخافوه، { ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }. { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَـٰناً } أصناماً، { وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } ، تقولون كذباً، قال مجاهد: تصنعون أصناماً بأيديكم فتسمونها آلهة، { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً } ، لا يقدرون أن يرزقوكم، { فَٱبْتَغُواْ } ، فاطلبوا، { عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.