قوله عزّ وجلّ: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } ، أخبروني يا أهل مكة، { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلَّيْلَ سَرْمَداً } دائماً، { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } ، لا نهارَ معه، { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ } ، بنهار تطلبون فيه المعيشة، { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } ، سماعَ فهمٍ وقَبول. { قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } لا ليل فيه، { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ } ، ما أنتم عليه من الخطأ. { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } ، أي في الليل، { وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } بالنهار، { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ، نعم الله عزّ وجلّ. { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِىَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } كرر ذكر النداء للمشركين لزيادة التقريع والتوبيخ. { وَنَزَعْنَا } ، أخرجنا، { مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } ، يعني: رسولهم الذي أرسل إليهم كما قال{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ } [النساء: 41]، { فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ } ، حجتكم بأن معي شريكاً. { فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ } ، التوحيد، { لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } ، في الدنيا.