الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }

قوله عزّ وجلّ: { فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ } ، يعني أتمه وفرغ منه، { وَسَارَ بِأَهْلِهِ } ، قال مجاهد: لما قضى الأجل مكث بعد ذلك عند صهره عشراً أخرى فأقام عنده عشرين سنة، ثم استأذنه في العود إلى مصر، فأذن له، فخرج بأهله إلى جانب مصر، { ءَانَسَ } ، يعني أبصر، { مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً } ، وكان البرية في ليلة مظلمة، شاتية شديدة البرد وأخذَ امرأته الطلقُ، { قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّىۤ ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّىۤ ءَاتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ } ، عن الطريق، لأنه كان قد أخطأ الطريق، { أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ } ، يعني: قطعة وشعلة من النار. وفيها ثلاث لغات، قرأ عاصم «جَذْوة» بفتح الجيم، وقرأ حمزة بضمها، وقرأ الآخرون بكسرها، قال قتادة ومقاتل: هي العود الذي قد احترق بعضه، وجمعها " جِذَىً، { لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } ، تستدفئون.