الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ }

قوله تعالى: { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } ، وجب العذاب عليهم، وقال قتادة: إذا غضب الله عليهم، { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } ، واختلفوا في كلامها، فقال السدي: تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإِسلام. وقال بعضهم: كلامها أن تقول لواحدٍ هذا: مؤمن، وتقول لآخر: هذا كافر. وقيل: كلامها ما قال الله تعالى: { أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِـئَايَـٰتِنَا لاَ يُوقِنون }. قال مقاتل تكلمهم بالعربية، فتقول أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون، تخبر الناس أن أهل مكة لم يؤمنوا بالقرآن والبعث. قرأ أهل الكوفة «أن الناس» بفتح الألف، أي: بأن الناس، وقرأ الباقون بالكسر على الاستئناف، أي: إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون قبل خروجها. قال ابن عمر: وذلك حين لا يؤمر بمعروف ولا ينهى عن منكر. وقرأ سعيد بن جبير، وعاصم الجحدري، وأبو رجاء العطاردي: «تَكْلَمهم» بفتح التاء وتخفيف اللام من " الكَلْم " وهو الجرح. وقال أبو الجوزاء: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية: «تُكَلِّمهُم أو تَكْلِمُهم»؟ قال: كل ذلك تفعل، تُكَلِّم المؤمن وتُكْلِمُ الكافر. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي، أحبرنا أبو الحسن الطيسفوني، أحبرنا عبد الله بن عمر الجوهري، أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني، أحبرنا علي بن حجر، أخبرنا إسماعيل بن جعفر، أخبرنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بادرُوا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، وخاصة أحدكم، وأمر العامة ". أخبرنا إسماعيل بن عبدالله، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، أخبرنا مسلم بن الحجاج، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا محمد بن بشر، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أوّل الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحًى وآيّهما كانت قبل صاحبتها فالأُخرى على أثرها قريباً ". وأخبرنا أبو سعيد الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد ابن فنجويه، أخبرنا أبو بكر بن خرجة، أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، أخبرنا هشيم ابن حماد، أخبرنا عمرو بن محمد العبقري، عن طلحة بن عمرو، عن عبد الله بن عمير الليثي، عن أبي سريحة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خروجاً بأقصى اليمن فيفشو ذكرها في البادية ولا يدخل ذكرها القرية، يعني مكة، ثم تمكث زماناً طويلاً، ثم تخرج خرجة أخرى قريباً من مكة فيفشو ذكرها في البادية، ويدخل ذكرها القرية ـ يعني مكة ـ فبينما الناس يوماً في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها على الله عزّ وجلّ ـ يعني المسجد الحرام ـ لم يرعهم إلاّ وهي في ناحية المسجد تدنو وتدنو "

السابقالتالي
2 3