الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } * { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }

{ قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَاْنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ }. { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } ، على تكذيبهم إياك وإعراضهم عنك، { وَلاَ تَكُن فِى ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } ، نزلت في المستهزئين الذين اقتسموا أعقاب مكة. { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ }. { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ } ، أي دنا وقرب، { لَكُم } ، وقيل: تَبِعَكُم، والمعنى: ردفكم، أدخل اللام كما أدخل في قوله:لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } [الأعراف: 154]، قال الفراء: اللام صلاة زائدة، كما تقول: نقدته مائة، ونقدت له { بَعْضُ ٱلَّذِى تَسْتَعْجِلُونَ } ، من العذاب، فحلَّ بهم ذلك يوم بدر. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } ، قال مقاتل: على أهل مكة حيث لم يعجل عليهم العذاب، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } ، ذلك. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ } ، ما تخفي، { صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ }. { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ } ، أي: جملة غائبة من مكتوم سرٍ، وخفيًّ أمرٍ، وشيءٍ غائب، { فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } ، أي: في اللوح المحفوظ. { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ } ، أي يبيّن لهم، { أَكْثَرَ ٱلَّذِى هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفونَ } ، من أمر الدين، قال الكلبي: إن أهل الكتاب اختلفوا فيما بينهم فصاروا أحزاباً يطعن بعضهم على بعض، فنزل القرآن ببيان ما اختلفوا فيه.