الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } * { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱلله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } ، معناه آلهتكم خيرٌ أمِ الذي خلق السموات والأرض، { وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } ، يعني المطر، { فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ }؟ بساتين جمع حديقة، قال الفرَّاء: الحديقة البستان المحاط عليه، فإن لم يكن عليه حائط فليس بحديقة، { ذَاتَ بَهْجَةٍ } ، أي: منظر حسن، والبهجة: الحُسن يبتهج به من يراه، { مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا } ، أي ما ينبغي لكم، لأنكم لا تقدرون عليها. { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } ، استفهام على طريق الإِنكار، أي: هل معه معبود سواه أعانه على صنعه؟ بل ليس معه إله. { بَلْ هُمْ قَوْمٌ } ، يعني كفار مكة، { يَعْدِلُونَ } ، يشركون. { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً } ، لا تميد بأهلها، { وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ } ، وسطها { أَنْهَاراً } ، تطرد بالمياه، { وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِىَ } جبالاً ثوابت، { وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ } ، العذب والمالح، { حَاجِزاً } ، مانعاً لئلا يختلط أحدهما بالآخر، { أَءِلـٰهٌ مَّعَ ٱللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ، توحيد ربهم وسلطانه.