الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } * { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } * { أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } * { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } * { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } * { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }

{ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً } ، نصب على الحال أي: خالية، { بِمَا ظَلَمُوۤاْ } ، أي: بظلمهم وكفرهم، { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لاََيَةً } ، لعبرة، { لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ، قدرتنا. { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } ، يقال: كان الناجون منهم أربعة آلاف. قوله تعالى: { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَـٰحِشَةَ } ، وهي الفعلة القبيحة، { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } ، أي تعلمون أنها فاحشة. وقيل: معناه يرى بعضكم بعضاً وكانوا لا يستترون عُتُوّاً منهم. { أَءِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنْتُم قَومٌ تَجْهَلُونَ }. { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ ءَالَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتكُمْ إنَهم أُناس يَتَطَهَّرُونَ } ، من أدبار الرجال. { فَأَنجَيْنَـٰهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَـٰهَا } ، قضينا عليها وجعلناها بتقديرنا، { مِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ } ، أي الباقين في العذاب. { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً } ، وهي الحجارة، { فَسَآءَ } ، فبئس، { مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ }. قوله تعالى: { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } ، هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يحمد الله على هلاك كفار الأمم الخالية. وقيل: على جميع نعمه. { وَسَلَـٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ } ، قال مقاتل: هم الأنبياء والمرسلون، دليله قوله عزّ وجلّ: { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ }. وقال ابن عباس في رواية أبي مالك هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الكلبي: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: هم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين. { ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } ، قرأ أهل البصرة وعاصم: «يشركون» بالياء، وقرأ الآخرون بالتاء، يخاطب أهل مكة، وفيه إلزام الحجة على المشركين بعد هلاك الكفار، يقول: آلله خير لمن عبده، أم الأصنام خير لمن عبدها؟ والمعنى: أن الله ينجي مَنْ عَبَدَهَ مِنَ الهلاك، والأصنام لم تُغْنِ شيئاً عن عابديها عند نزول العذاب.