قوله عزّ وجلّ: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَـٰلِحاً أَنِ } أي: أنِ، { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وحده، { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ } مؤمن وكافر { يَخْتَصِمُونَ } في الدين، قال مقاتل: واختصامهم ما ذكر في سورة الأعراف:{ قَالَ ٱلْمَلاَُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءَامَنَ مِنْهُمْ } [الأعراف: 75 ]. إلى قوله:{ يَـٰصـٰلح ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنا إِنْ كُنتَ من ٱلمرسلين } [الأعراف: 77]. فـ { قَالَ } ، لهم صالح، { يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ } ، بالبلاء والعقوبة، { قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } ، العافية والرحمة، { لَوْلاَ } ، هلا { تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ } ، بالتوبة من كفركم، { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }. { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا } ، أي تشاءمنا، وأصله: تطيرنا، { بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } ، قيل: إنما قالوا ذلك لتفرق كلمتهم. وقيل: لأنه أمسك عنهم المطر في ذلك الوقت وقحطوا فقالوا: أصابنا هذا الضر والشدة من شؤمك وشؤم أصحابك. { قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } ، أي: ما يصيبكم من الخير والشر عند الله بأمره، وهو مكتوب عليكم، سمي طائراً لسرعة نزوله بالإِنسان فإنه لا شيء أسرع من قضاء محتوم، قال ابن عباس: الشؤم أتاكم من عند الله لكفركم. وقيل: طائركم أي: عملكم عند الله، سمي طائراً لسرعة صعوده إلى السماء. { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } ، قال ابن عباس: تختبرن بالخير والشر، نظيره قوله تعالى:{ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } [الأنبياء: 35]، وقال محمد بن كعب القرظي: تعذبون.