الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } * { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } * { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ } * { ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } * { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } * { ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَاطِينُ } * { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } * { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ } * { فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ }

{ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } ، أي: بالقرآن، { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } ، يعني: عند الموت. { فَيَأْتِيَهُم } ، يعني: العذاب، { بَغْتَةً } ، فجأة، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } ، به في الدنيا. { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } ، أي: لنؤمن ونصدق، يتمنون الرجعة والنَّظِرَة. قال مقاتل: لما أوعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب، قالوا: إلى متى توعدنا بالعذاب؟ ومتى هذا العذاب؟ قال الله تعالى: { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـٰهُمْ سِنِينَ } ، كثيرة في الدنيا، يعني كفار مكة، ولم نهلكهم. { ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } ، يعني: بالعذاب. { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } ، به في تلك السنين. والمعنى أنهم وإن طال تمتعهم بنعيم الدنيا فإذا أتاهم العذاب لم يُغنِ عنهم طول التمتع شيئاً، ويكونون كأنّهم لم يكونوا في نعيم قط. { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } ، رسل ينذرونهم. { ذِكْرَىٰ } ، محلها نصب، أي ينذرونهم، تذكر، وقيل: رفع أي تلك ذكرى، { وَمَا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } ، في تعذيبهم حيث قدمنا الحجة عليهم وأعذرنا إليهم. { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَـٰطِينُ } ، وذلك أن المشركين كانوا يقولون إن الشياطين يلقون القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فقال جلّ ذكره: { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ } ، به أي بالقرآن الشياطين. { وَمَا يَنبَغِى لَهُمْ } ، أن ينزلوا بالقرآن، { وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } ، ذلك. { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ } ، أي: عن استراق السمع من السماء، { لَمَعْزُولُونَ } ، أي: محجوبون بالشهب مرجومون. { فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يحذِّر به غيره، يقول: أنت أكرم الخلق عليّ ولو اتخذت إلهاً غيري لعذبتك.