{ ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلأَخَرِينَ } ، أي: أهلكناهم. { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } ، قال وهب بن منبه: الكبريت والنار. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ }. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }. قوله عزّ وجلّ: { كَذَّبَ أَصْحَـٰبُ الأَيْكَةِ ٱلْمُرْسَلِينَ } ، وهم قوم شعيب عليه السلام، قرأ العراقيون: «الآيكة» ههنا وفي " صۤ " بالهمزة وسكون اللام وكسر التاء، وقرأ الآخرون: «ليكة» بفتح اللام والتاء غير مهموز، جعلوها اسم البلد، وهو لا ينصرف، ولم يختلفوا في سورة " الحجر " و " ق " أنهما مهموزان مكسوران، والأيكة: الغيضة من الشجر الملتفّ. { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ } ، ولم يقل أخوهم لأنه لم يكن من أصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال أخاهم شعيباً لأنه كان منهم، وكان الله تعالى بعثه إلى قومه أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة، { أَلاَ تَتَّقُونَ }. { إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } وإنما كانت دعوة هؤلاء الأنبياء كلهم فيما حكى الله عنهم على صيغة واحدة لاتفاقهم على الأمر بالتقوى والطاعة والإِخلاص في العبادة والامتناع من أخذ الأجر على الدعوة وتبليغ الرسالة. { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } الناقصين لحقوق الناس بالكيل والوزن. { وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ * وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ * وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ } ، الخليقة، { ٱلأَوَّلِينَ } ، يعني: الأمم المتقدمين، والجبلة: الخَلُْق، يقال: جُبل أي: خُلق.