الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَلاَ تُطِيعُوۤاْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } * { مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }

{ وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَـٰرِهِينَ } ، وقرىء: { فَرِهِيْنَ } ، قيل: معناهما واحد. وقيل: فارهين أي: حاذقين بنحتها، من قولهم فره الرجل فراهة فهو فاره، ومن قرأ { فرهين } قال ابن عباس: أَشِرين بَطِرِيْن. وقال عكرمة: ناعمين. وقال مجاهد: شرهين. وقال قتادة: معجبين بصنيعكم. قال السدي: متجبرين. وقال أبو عبيدة: مرحين. وقال الأخفش فرحين. والعرب تعاقب بين الهاء والحاء مثل: مدحته ومدهته. وقال الضحاك: كَيِّسِيْنَ. { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلاَ تُطِيعُوۤاْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ } ، قال ابن عباس: المشركين. وقال مقاتل: هم التسعة الذين عقروا الناقة. { ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِى ٱلأَرْضِ } ، بالمعاصي، { وَلاَ يُصْلِحُونَ } ، لا يطيعون الله فيما أمرهم به. { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } ، قال مجاهد وقتادة: من المسحورين المخدوعين، أي: ممن سُحِر مرة بعد مرة. وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أي: من المخلوقين المعللين بالطعام والشراب، يقال: سحره، أي: علله بالطعام والشراب، يريد إنك تأكل الطعام والشراب ولست بمَلَك، بل: { مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ } ، على صحة ما تقول، { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } ، أنك رسول الله إلينا. { قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ } ، حظ ونصيب من الماء، { وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }.