الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } * { فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ٱلْبَاقِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { كَذَّبَتْ عَادٌ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ }

{ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ * فَٱفْتَحْ } ، فاحكم، { بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً } ، حكماً، { وَنَجِّنِى وَمَن مَّعِى مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }. { فَأَنجَيْنَـٰهُ وَمَن مَّعَهُ فِى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } ، الموقر المملوء من الناس والطير والحيوانات كلها. { ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ٱلْبَاقِينَ } ، أي: أغرقنا بعد إنجاء نوح، وأهله: من بقي من قومه. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ }. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }. قوله عزّ وجلّ: { كَذَّبَتْ عَادٌ ٱلْمُرْسَلِينَ }. { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ } ، يعني في النسب لا في الدين، { أَلاَ تَتَّقُونَ }. { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } ، على الرسالة، قال الكلبي: أمين فيكم قبل الرسالة، فكيف تتهموني اليوم؟. { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ }. { وَمَآ أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ }. { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ } ، قال الوالبي عن ابن عباس: بكل شرف. وقال الضحاك ومقاتل والكلبي: بكل طريق، وهو رواية العوفي عن ابن عباس، وعن مجاهد قال: هو الفجُّ بين الجبلين. وعنه أيضاً: أنه المنظرة. { ءَايَةً } ، أي: علامة، { تَعْبَثُونَ } ، بمن مرّ بالطريق، والمعنى: أنهم كانوا يبنون المواضع المرتفعة ليشرفوا على المارة والسابلة فيسخروا منهم ويعبثوا بهم. وعن سعيد بن جبير ومجاهد: هذا في بروج الحمام أنكر عليهم هود اتخاذها بدليل قوله: { تَعْبَثُونَ } ، أي: تلعبون، وهم كانوا يلعبون بالحمام. وقال أبو عبيدة: الرِّيع المكان المرتفع.