الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } * { يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً }

قوله عزّ وجلّ: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } ، أي لا يخافون البعث، قال الفرَّاء: " الرجاء " بمعنى الخوف، لغةُ تهامة، ومنه قوله تعالى:مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } [نوح: 13] أي: لا تخافون لله عظمة. { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } ، فتخبرنا أن محمداً صادق، { أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا } ، فيخبرنا بذلك. { لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ } ، أي: تعظموا. { فِىۤ أَنفُسِهِمْ } ، بهذه المقالة، { وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبيرَاً }. قال مجاهد: " عتواً " طغوا في القول و " العتُّو " أشد الكفر وأفحش الظلم، وعتوُّهم طلبهم رؤية الله حتى يؤمنوا به. { يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ } عند الموت. وقيل: في القيامة. { لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ } ، للكافرين، وذلك أن الملائكة يبشرون المؤمنين يوم القيامة، ويقولون للكفار: لا بشرى لكم، هكذا قال عطية، وقال بعضهم: معناه أنه لا بشرى يوم القيامة للمجرمين، أي: لا بشارة لهم بالجنة، كما يُبَشَّرُ المؤمنون. { وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً } ، قال عطاء عن ابن عباس: تقول الملائكة حراماً محرماً أن يدخل الجنة، إلا من قال لا إلٰه إلا الله. وقال مقاتل: إذا خرج الكفار من قبورهم قالت لهم الملائكة حراماً محرماً عليكم أن تكون لكم البشرى. وقال بعضهم: هذا قول الكفار للملائكة. قال ابن جريج: كانت العرب إذا نزلت بهم شدة ورأوا ما يكرهون، قالوا حجراً محجوراً، فهم يقولونه إذا عاينوا الملائكة. قال مجاهد: يعني عوذاً معاذاً يستعيذون به من الملائكة.