الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } * { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً }

{ تَبَارَكَ } ، تفاعل، من البركة. وعن ابن عباس: معناه جاء بكل بركة، دليله قول الحسن: مجيء البركة من قبله. وقال الضحاك: تعظَّم، { ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ } ، أي القرآن، { عَلَىٰ عَبْدِهِ } ، محمد صلى الله عليه وسلم. { لِيَكُونَ لِلْعَـٰلَمِينَ نَذِيراً } ، أي: للجن والإِنس. قيل: النذير هو القرآن. وقيل: محمد صلى الله عليه وسلم. { ٱلَّذِى لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ } ، مما يطلق عليه صفة المخلوق، { فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } ، فسوّاه وهيأه لما يصلح له، لا خلل فيه ولا تفاوت، وقيل: قدَّر لكل شيء تقديراً من الأجل والرزق، فجرت المقادير على ما خلق.