الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } * { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً } * { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً وَمَصِيراً }

{ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً } قال ابن عباس: تضيق عليهم كما يضيق الزجُّ في الرمح، { مُّقَرَّنِينَ } ، مصفّدين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال. وقيل: مقرنين مع الشياطين في السلاسل، { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } ، قال ابن عباس: ويلاً. وقال الضحاك: هلاكاً. وفي الحديث: " إنّ أول من يكسى حلة من النار إبليس، فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريتُه من خلفه وهو يقول: يا ثبوراه، وهم ينادون: يا ثبورهم حتى يقفوا على النار فينادون: يا ثبوراه، وينادي: يا ثبورهم، فيقال لهم: { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَٰحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً } " ، قيل: أي هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة فادعوا أدعية كثيرة. قوله عزّ وجلّ: { قُلْ أَذَٰلِكَ } يعني الذي ذكرته من صفة النار وأهلها، { خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً } ، ثواباً، { وَمَصِيراً } ، مرجعاً.