الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

قوله عزّ وجلّ: { وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً } أراد بالرمي القذف بالزنا، وكلُّ من رمى محصناً أو محصنة بالزنا، فقال له: زنيت أو يا زاني فيجب عليه جلد ثمانين جلدة، إن كان حراً، وإن كان عبداً فيجلد أربعين وإن كان المقذوف غير محصن، فعلى القاذف التعزير. وشرائط الإِحصان خمسة: الإِسلام والعقل والبلوغ والحرية والعفة من الزانى، حتى أن من زنى مرة في أول بلوغه ثم تاب وحسنت حالته وامتد عمره فقذفه قاذف لا حدّ عليه. فإن أقر المقذوف على نفسه بالزنا أو أقام القاذف أربعة من الشهود على زناه سقط الحدّ عن القاذف لأن الحد الذي وجب عليه حد الفرية وقد ثبت صدقه. وقوله: { وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ } أي: يقذفون بالزنا المحصنات، يعني المسلمات الحرائر العفائف { ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } يشهدون على زناهنّ { فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً } ، أي: اضربوهم ثمانين جلدة. { وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ }.