الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } * { لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } * { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

قوله عزّ وجلّ: { لَّوْلا } هلا، { إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمْ } ، بإخوانهم، { خَيْراً } وقال الحسن: بأهل دينهم لأن المؤمنين كنفس واحدة، نظيره قوله تعالى:وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } [النساء: 29]،فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } [النور: 61]. { وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } ، أي: كذب بيّن. { لَّوْلاَ جَآءُو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } أي: على ما زعموا، { فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ }. فإن قيل: كيف يصيرون عند الله كاذبين إذ لم يأتوا بالشهداء ومن كذب فهو عند الله كاذب سواء أتى بالشهداء أو لم يأت؟ قيل: " عند الله " أي في حكم الله وقيل: معناه كذِّبوهم بأمر الله. وقيل: هذا في حق عائشة، ومعناه أولئك هم الكاذبون في غيبي وعلمي. { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِى مَآ أَفَضْتُمْ } خضتم، { فِيهِ } ، من الإِفك، { عَذَابٌ عَظِيمٌ } ، قال ابن عباس أي: عذاب لا انقطاع له، يعني في الآخرة، لأنه ذكر عذاب الدنيا من قبل، فقال تعالى: { وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ، وقد أصابه فإنه قد جُلد وحُدَّ. وروت عمرة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية حدّ أربعة نفر: عبد الله بن أُبيّ، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش.