الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } * { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ } * { رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } * { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ }

{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } ، أي: تخدعون وتصرفون عن توحيده وطاعته، والمعنى: كيف يُخَيَّلُ لكم الحقُّ باطلاً؟ { بَلْ أَتَيْنَـٰهُم بِٱلْحَقِّ } بالصدق { وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } فيما يدعون من الشريك والولد. { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ } ، أي: من شريك، { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ } ، أي: تفرَّدَ بما خلقه فلم يرضَ أن يُضافَ خلقُهُ وإنعامهُ إلى غيرِهِ، ومَنَعَ الإِله الآخر عن الاستيلاء على ما خلق. { وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } ، أي: طلب بعضهم مغالبةَ بعض كفعل ملوك الدنيا فيما بينهم، ثم نزّه نفسَهُ فقال: { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }. { عَـٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } قرأ أهل المدينة والكوفة غير حفص: " عالم " برفع الميم على الابتداء، وقرأ الآخرون بجرها على نعت الله في سبحان الله، { فَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ، أي: تعظَّم عما يشركون، ومعناه أنه أعظمُ من أن يُوصفَ بهذا الوصف. قوله: { قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّى } ، أي: إن أريتَني، { مَا يُوعَدُونَ } ، أي: ما أوعدتهم من العذاب. { رَبِّ } ، أي: يا رب، { فَلاَ تَجْعَلْنِى فِى ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } ، أي: لا تهلكني بهلاكهم. { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ } ، من العذاب لهم، { لَقَـٰدِرُونَ }. { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } ، أي: ادفع بالخُلَّةِ التي هي أحسن، هي الصفح والإِعراض والصبر، { ٱلسَّيِّئَةَ } ، يعني أذاهم، أمرهم بالصبر على أذى المشركين والكف عن المقاتلة، نسختها آية السيف { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } ، يكذبون ويقولون من الشرك.