الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

{ نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ } ، أي: نجعل لهم في الخيرات، ونقدمها ثواباً لأعمالهم لمرضاتنا عنهم، { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } ، أنّ ذلك استدراج لهم. ثم ذكر المسارعين في الخيرات فقال: { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } ، أي: خائفون، والإِشفاق: الخوف، والمعنى أن المؤمنين بما هم عليه من خشية الله خائفون من عقابه، قال الحسن البصري: المؤمن من جمع إحساناً وخشية، والمنافق من جمع إساءة وأمناً. { وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُون } ، يُصدِّقون. { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ }. { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ } ، أي: يعطون ما أعطَوْا من الزكاة والصدقات، وروي عن عائشة أنها كانت تقرأ " والذين يأتون ما أتوا " أي: يعملون ما عملوا من أعمال البر، { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } ، أن ذلك لا ينجيهم من عذاب الله وأن أعمالهم لا تُقبل منهم، { أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَٰجِعُونَ } ، لأنهم يوقنون أنهم يرجعون إلى الله عزّ وجلّ. قال الحسن: عملوا لله بالطاعات واجتهدوا فيها، وخافوا أن ترد عليهم. أخبرنا أبو سعيد الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي، أخبرنا عبدالله بن يوسف، أخبرنا محمد ابن حامد، حدثنا محمد بن الجهم، أخبرنا عبدالله بن عمرو، أخبرنا وكيع عن مالك بن مغول، عن عبدالرحمن بن سعيد بن وهب، " عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟ قال: " لا يا بنت الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يُقبل منه "