الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } * { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } * { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } * { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } * { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }

{ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا } ، أدخِلْ فيها، يقال سلكته في كذا وأسلكته فيه، { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ } ، أي من سبق عليه الحكم بالهلاك. { وَلاَ تُخَٰطِبْنِى فِى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }. { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ } ، اعتدلت { أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى نَجَّٰنَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } ، أي: الكافرين، { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِى مُنزَلاً مُّبَارَكاً } ، قرأ أبو بكر عن عاصم " مَنْزِلاً " بفتح الميم وكسر الزاي، أي يريد موضع النزول، قيل: هو السفينة بعد الركوب، وقيل: هو الأرض بعد النزول، ويحتمل أنه أراد في السفينة، ويحتمل بعد الخروج. وقرأ الباقون " مُنْزَلاً " بضم الميم وفتح الزاي، أي إنزالاً، فالبركة في السفينة النجاة، وفي النزول بعد الخروج كثرة النسل من أولاده الثلاثة، { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ }. { إِنَّ فِى ذَٰلِكَ } ، أي الذي ذكرت من أمر نوح والسفينة وإهلاك أعداء الله، { لأَيَـٰتٍ } ، لدلالات على قدرته، { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } ، وقد كنا. وقيل: وما كنّا إلا مبتلين أي: مختبرين إيّاهم بإرسال نوح ووعظه وتذكيره لننظر ما هم عاملون قبل نزول العذاب بهم. { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } ، من بعد إهلاكهم، { قَرْناً ءَاخَرِينَ }. { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ } ، يعني: هوداً وقومه. وقيل: صالحاً وقومه. والأول أظهر، { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }.