{ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا } ، أدخِلْ فيها، يقال سلكته في كذا وأسلكته فيه، { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ } ، أي من سبق عليه الحكم بالهلاك. { وَلاَ تُخَٰطِبْنِى فِى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }. { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ } ، اعتدلت { أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى نَجَّٰنَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } ، أي: الكافرين، { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِى مُنزَلاً مُّبَارَكاً } ، قرأ أبو بكر عن عاصم " مَنْزِلاً " بفتح الميم وكسر الزاي، أي يريد موضع النزول، قيل: هو السفينة بعد الركوب، وقيل: هو الأرض بعد النزول، ويحتمل أنه أراد في السفينة، ويحتمل بعد الخروج. وقرأ الباقون " مُنْزَلاً " بضم الميم وفتح الزاي، أي إنزالاً، فالبركة في السفينة النجاة، وفي النزول بعد الخروج كثرة النسل من أولاده الثلاثة، { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ }. { إِنَّ فِى ذَٰلِكَ } ، أي الذي ذكرت من أمر نوح والسفينة وإهلاك أعداء الله، { لأَيَـٰتٍ } ، لدلالات على قدرته، { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } ، وقد كنا. وقيل: وما كنّا إلا مبتلين أي: مختبرين إيّاهم بإرسال نوح ووعظه وتذكيره لننظر ما هم عاملون قبل نزول العذاب بهم. { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } ، من بعد إهلاكهم، { قَرْناً ءَاخَرِينَ }. { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ } ، يعني: هوداً وقومه. وقيل: صالحاً وقومه. والأول أظهر، { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }.