الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ }

قوله عزّ وجلّ: { وَإِنَّ لَكُمْ فِى ٱلأَنْعَـٰمِ لَعِبْرَةً } ، أي: آية تعتبرون بها، { نُّسْقِيكُم } ، قرأ نافع بالنون [وفتحها]، وقرأ أبو جعفر هاهنا بالتاء وفتحها، { مِّمَّا فِى بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَـٰفِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }. { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } ، أي: على الإِبل في البر، وعلى الفلك في البحر. قوله عزّ وجلّ: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يََٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ، وحِّدوه، { مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } ، معبود سواه، { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } ، أفلا تخافون عقوبته إذا عبدتم غيره. { فَقَالَ ٱلْمَلَؤُا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } ، أي: يتشرف بأن يكون له الفضل عليكم فيصير متبوعاً وأنتم له تبع، { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ } ، أن لا يعبد سواه، { لأَنزَلَ مَلَـٰئِكَةً } ، يعني بإبلاغ الوحي { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } ، الذي يدعونا إليه نوح { فِىۤ ءَابَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } ، وقيل: " ما سمعنا بهذا " أي: بإرسال بشر رسولاً. { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ } ، أي: جنون، { فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ } ، أي: إلى أن يموت فتستريحوا منه. { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِى بِمَا كَذَّبُونِ } ، أي: أَعِنّي بإهلاكهم لتكذيبهم إياي.