الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ لَمَيِّتُونَ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ }

{ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَـٰماً } قرأ ابن عامر وأبو بكر " عظماً " ، { فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَـٰمَ } على التوحيد فيهما، وقرأ الآخرون بالجمع لأن الإِنسان ذو عظام كثيرة. وقيل: بين كل خلقين أربعون عاماً. { فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَـٰمَ لَحْماً } ، أي ألبسنا، { ثُمَّ أَنشَأْنَـٰهُ خَلْقاً ءَاخَرَ } ، اختلف المفسرون فيه، فقال ابن عباس: ومجاهد، والشعبي، وعكرمة، والضحاك، وأبو العالية: هو نفخ الروح فيه. وقال قتادة: نبات الأسنان والشعر. وروى ابن جريج عن مجاهد: أنه استواء الشباب. وعن الحسن قال: ذكراً أو أنثى. وروى العوفي عن ابن عباس: أن ذلك تصريف أحواله بعد الولادة من الاستهلال إلى الارتضاع، إلى القعود إلى القيام، إلى المشي إلى الفطام، إلى أن يأكل ويشرب، إلى أن يبلغ الحلم، ويتقلب في البلاد إلى ما بعدها. { فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ } ، أي: استحق التعظيم والثناء بأنه لم يزل ولا يزال. { أَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ } ، المصوّرين والمقدرين. و " الخلق " في اللغة: التقدير. وقال مجاهد: يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين، يقال: رجل خالق أي: صانع. وقال ابن جريج: إنما جمع الخالقين لأنّ عيسى كان يخلق كما قال:أَنِّىۤ أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ } [آل عمران: 49] فأخبر الله عن نفسه بأنه أحسن الخالقين. { ثمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ } ، والميِّت ـ بالتشديد ـ والمائت الذي لم يمت بعد وسيموت، والميْت ـ بالتخفيف ـ: من مات، ولذلك لم يجز التخفيف هاهنا، كقوله:إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } [الزمر: 30]. { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ تُبْعَثُونَ }.