الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ } * { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ }

قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ } ، وهو أعلى الجنة قد ذكرناه في سورة الكهف، { هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } ، لا يموتون ولا يُخرجون، وجاء في الحديث: " أن الله تعالى خلق ثلاثةَ أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده، ثم قال: وعزتي لا يدخلها مُدْمِنُ خمرٍ ولا ديوث ". وقوله عزّ وجلّ: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ } ، يعني: ولد آدم، و " الإِنسان " اسم الجنس، يقع على الواحد والجمع، { مِن سُلَـٰلَةٍ } ، روي عن ابن عباس أنه قال: السلالة صفوة الماء. وقال مجاهد: من بني آدم. وقال عكرمة: هو يسيل من الظهر، والعرب تسمي النطفة سلالةً، والولد سليلاً وسلالة، لأنهما مسلولان منه. قوله: { مِّن طِينٍ } ، يعني: طين آدم. والسلالة: تولدت من طين خلق آدم منه. قال الكلبي: من نطفة سلت من طين، والطين آدم عليه السلام، وقيل المراد من الإِنسان هو آدم. وقوله: " من سلالة " أي: سل من كل تربة. { ثُمَّ جَعَلْنَـٰهُ نُطْفَةً } ، يعني الذي هو الإِنسان جعلناه نطفة، { فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ } ، حريز، وهو الرَّحِمُ مُكّن أي: قد هيىء لاستقرارها فيه إلى بلوغ أمدها.