الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ }

أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أخبرنا أحمد بن الحسين الحيري، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي، أخبرنا محمد بن حماد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا يونس بن سليمان، أملى عليَّ يونس صاحب أيلة، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القارىء قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي يُسمع عند وجهه دويٌّ كدويّ النحل، فمكثنا ساعة ـ وفي رواية: فنزل عليه يوماً فمكثنا ساعة - فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال: " «اللهم زِدْنا ولا تنقصنا، وأكرِمْنا ولا تُهِنَّا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تُؤْثر علينا، وارض عنّا، ثم قال: زِدْنا ولا تنقصنا، وأكرِمْنا ولا تُهِنَّا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تُؤْثر علينا، وارض عنّا، ثم قال: لقد أُنزل عليَّ عشرُ آياتٍ من أقامهنَّ دخل الجنة»، ثم قرأ { قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } إلى عشر آيات ". ورواه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وجماعة عن عبدالرزاق، وقالوا: " وأعطنا ولا تحرمنا وأرْضِنا وارضَ عنّا ". قوله تعالى: { قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } ، " قد " حرف تأكيد، وقال المحققون: " قد " تقرب الماضي من الحال، يدل على أن الفلاح قد حصل لهم وأنهم عليه في الحال، وهو أبلغ من تجريد ذكر الفعل، " والفلاح ": النجاة والبقاء، قال ابن عباس: قد سعد المصدقون بالتوحيد وبقوا في الجنة. { ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ } ، اختلفوا في معنى الخشوع، فقال ابن عباس: مخبتون أذلاء. وقال الحسن وقتادة: خائفون. وقال مقاتل: متواضعون. وقال مجاهد: هو غض البصر وخفض الصوت. والخشوع قريب من الخضوع إلاّ أن الخضوع في البدن، والخشوع في القلب والبصر والصوت، قال الله عزّ وجلّ:وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ } [طه: 108]. وعن عليّ رضي الله عنه: هو أن لا يلتفت يميناً ولا شمالاً. وقال سعيد بن جبير: هو أن لا يعرف مَنْ على يمينه ولا مَنْ على يساره، ولا يلتفت من الخشوع لله عزّ وجلّ. أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، حدثنا مسدد، أخبرنا أبو الأحوص، أخبرنا أشعث بن سليم، عن أبيه، عن مسروق، " عن عائشة قالت: سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال: " هو اختلاسٌ يختلسُه الشيطان من صلاة العبد ". وأخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو الحسن القاسم بن بكر الطيالسي ببغداد، أخبرنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا عبد الغفار بن عبيد الله، أخبرنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي الأحوص، عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

السابقالتالي
2