الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } * { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ } * { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ } * { بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ }

{ بَلْ تَأْتِيهِم } ، يعني الساعة { بَغْتَةً } ، فجأة، { فَتَبْهَتُهُمْ } ، أي تُحيِّرهم، يقال: فلان مبهوت أي متحيِّر، { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } ، يمهلون. { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ } ، نزل، { بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } ، أي جزاء استهزائهم. { قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم } ، يحفظكم، { بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } ، إن أنزل بكم عذابه، وقال ابن عباس: من يمنعكم من عذاب الرحمن، { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم } ، عن القرآن ومواعظ الله، { مُّعْرِضُونَ }. { أَمْ لَهُمْ } أم: صلة فيه، وفي أمثاله { آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا } ، فيه تقديم وتأخير، تقديره: أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم، ثم وصف الآلهة بالضعف، فقال تعالى: { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ } ، منع أنفسهم، فكيف ينصرون عابديهم، { وَلاَ هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ } ، قال ابن عباس: يمنعون. وقال عطية: عنه يُجَارون، تقول العرب: أنا لك جار وصاحب من فلان، أي مُجِيْر منه. وقال مجاهد: ينصرون. وقال قتادة: لا يصحبون من الله بخير. { بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ } ، الكفار، { وَءَابَآءَهُمْ } ، في الدنيا أي أمهلناهم. وقيل: أعطيناهم النعمة، { حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } ، أي امتدَّ بهم الزمانُ فاغتروا. { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِى ٱلأَرْضِ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ } ، يعني ما ننقص من أطراف المشركين ونزيد في أطراف المؤمنين، يريد ظهورَ النبي صلى الله عليه وسلم وفتحَه ديارَ الشرك أرضاً فأرضاً، { أَفَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ } ، أم نحن.