الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } * { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } * { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ }

{ أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً } استفهام بمعنى الجحد، أي لم يتخذوا، { مِّنَ ٱلأَرْضِ } ، يعني الأصنام من الخشب والحجارة، وهما من الأرض، { هُمْ يُنشِرُونَ } ، يُحْيُون الأموات، ولا يستحق الإِلهية إلاّ مَن ْيقدر على الإِحياء والإِيجاد من العدم والإِنعام بأبلغ وجوه النِّعم. { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ } ، أي في السماء والأرض، { آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ } ، أي غير الله، { لَفَسَدَتَا } ، لخربتا وهلك من فيهما بوجود التمانع بين الآلهة لأن كل أمر صدر عن اثنين فأكثر لم يجر على النظام، ثم نزّه نفسه فقال: { فَسُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } ، أي عما يصفه به المشركون من الشريك والولد. { لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ } ، ويحكم على خلقه لأنه الربُّ { وَهُمْ يُسْـئَلُونَ } أي الخلق يسئلون، عن أفعالهم وأعمالهم لأنهم عبيد. { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ ءَالِهَةً } ، استفهامُ إنكارٍ وتوبيخ، { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ } ، أي حجتكم على ذلك، ثم قال مستأنفاً، { هَـٰذَآ } ، يعني القرآن. { ذِكْرُ مَن مَّعِىَ } ، فيه خبر من معي على ديني ومن يتبعني إلى يوم القيامة بما لهم من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية. { وَذِكْرُ } ، خبر، { مَن قَبْلِى } ، من الأمم السالفة ما فُعل بهم في الدنيا وما يُفعل بهم في الآخرة. وعن ابن عباس في رواية عطاء: ذكر من معي: القرآن، وذكر من قبلي: التوراة والإِنجيل، ومعناه: راجعوا القرآن والتوراة والإِنجيل وسائر الكتب هل تجدون فيها أنّ الله اتخذ ولداً، { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ }.