الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } * { وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ } * { يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } * { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ }

{ فَأَتْبَعَهُمْ } ، فلحقهم، { فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ } ، وقيل: معناه أمر فرعون جنوده أن يتبعوا موسى وقومه، والباء فيه زائدة وكان هو فيهم، { فَغَشِيَهُم } ، أصابهم، { مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } ، وهو الغرق. وقيل: غشيهم علاهم وسترهم بعض ماء اليم لا كله. وقيل: غشيهم من اليم ما غشيهم قوم موسى فغرقوا هم، ونجا موسى وقومه. { وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ } ، أي: ما أرشدهم، وهذا تكذيب لفرعون في قوله:وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلْرَّشَادِ } [غافر: 29]. قوله عزّ وجلّ: { يَٰبَنِى إِسْرَٰءِيلَ قَدْ أَنجَيْنَـٰكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ } ، فرعون، { وَوَاعَدْنَـٰكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ }. { كُلُواْ مِن طَيِّبَـٰتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ } ، قرأ حمزة والكسائي: " أنجيتكم " ، و " واعدتكم " ، و " رزقتكم " بالتاء على التوحيد، وقرأ الآخرون بالنون والألف على التعظيم، ولم يختلفوا في { ونزلنا } لأنه مكتوب بالألف. { وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ } ، قال ابن عباس: لا تظلموا، وقال الكلبي: لا تكفروا النعمة فتكونوا طاغين. وقيل: لا تنفقوا في معصيتي. وقيل: لا تدخروا، ثم ادخروا فتدود، { فَيَحِلَّ } ، قرأ الأعمش، والكسائي، " فيحُلّ " بضم الحاء، " ومن يَحْلُل " بضم اللام، أي: ينزل، وقرأ الآخرون بكسرها أي: يجب، { عَلَيْكُمْ غَضَبِى وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَىٰ } ، هلك وتردَّى في النار.