الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ }

{ إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَـٰيَـٰنَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ } ، فإنه قيل: كيف قالوا هذا، وقد جاؤوا مختارين يحلفون بعزة فرعون أن لهم الغلبة. قيل: روي عن الحسن أنه قال: كان فرعون يُكره قوماً على تعلم السحر لكيلا يذهب أصله، وقد كان أكرههم في الابتداء. وقال مقاتل: كانت السحرة اثنين وسبعين، اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل، كان فرعون أكره الذين هم من بني إسرائيل على تعلم السحر، فذلك قولهم { وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ }. وقال عبد العزيز بن أبان: قالت السحرة لفرعون: أرنا موسى إذا نام، فأراهم موسى نائماً وعصاه تحرسه، فقالوا لفرعون إن هذا ليس بساحر، إن الساحر إذا نام بطل سحره، فأبى عليهم إلا أن يعملوا، فذلك قوله تعالى: { وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ }. { وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } ، قال محمد بن إسحاق: خير منك ثواباً، وأبقى عقاباً. وقال محمد بن كعب: خير منك ثواباً أن أُطِيْعَ، وأبقى منك عذاباً إن عُصِِي، وهذا جواب لقوله: " ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى ".