الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } * { تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ ٱلأَرْضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلْعُلَى } * { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ } * { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ ٱلثَّرَىٰ }

{ إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } ، [أي لكن أنزلناه عظة لمن يخشى. وقيل: تقديره ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ما أنزلناه إلا تذكرة لمن يخشى]. { تَنزِيلاً } ، بدل من قوله " تذكرةً " ، { مِّمَّنْ خَلَق ٱلأَرْضَ } أي: من الله الذي خلق الأرض، { وَٱلسَّمَـٰوَٰتِ ٱلْعُلَى } ، يعني: العالية الرفيعة، وهي جمع العليا كقوله: كبرى وكُبَر، وصغرى وصُغَر. { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ }. { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُما } ، يعني الهواء، { وَمَا تَحْتَ ٱلثَّرَىٰ } ، والثرى هو: التراب الندي. قال الضحاك: يعني ما وراء الثرى من شيء. وقال ابن عباس: إن الأرضين على ظهر النون، والنون على بحر، ورأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش، والبحر على صخرة خضراء، خضرةُ السماءِ منها، وهي الصخرة التي ذكر الله في قصة لقمان " فتكن في صخرة " ، والصخرة على قرن ثور، والثور على الثرى، وما تحت الثرى لا يعلمه إلا الله عزّ وجلّ، وذلك الثور فاتح فاه فإذا جعل الله عزّ وجلّ البحار بحراً واحداً سالت في جوف ذلك الثور، فإذا وقعت في جوفه يبست.