الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ } * { قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يٰمُوسَىٰ } * { فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى } * { قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى }

قوله عزّ وجلّ: { وَلَقَدْ أَرَيْنَـٰهُ } ، يعني فرعون، { ءَايَـٰتِنَا كُلَّهَا } ، يعني: الآيات التسع التي أعطاها الله موسى، { فَكَذَّبَ } ، بها وزعم أنها سحر، { وَأَبَى } ، أن يُسْلِم. { قَالَ } ، يعني فرعون { أََجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا } ، يعنى: مصر، { بِسِحْرِكَ يَٰمُوسَىٰ } ، أي أتريد أن تغلب على ديارنا فيكون لك الملك وتخرجنا منها. { فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً } ، أي: فاضرب بيننا أجلاً وميقاتاً، { لاَّ نُخْلِفُهُ } ، قرأ أبو جعفر { لا نخلفْه } بجزمٍ، لا نجاوزه، { نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى } ، قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب: { سُوىً } بضم السين، وقرأ الآخرون بكسرها، وهما لغتان مثل عُدَىٰ وعَدَىٰ وطُوَىً وطَوَى. قال مقاتل وقتادة: مكاناً عدلاً بيننا وبينك. وعن ابن عباس: نَصَفاً، ومعناه: تستوي مسافة الفريقين إليه. قال مجاهد: منصفاً. وقال الكلبي: يعني سوى هذا المكان. { قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ } ، قال مجاهد، وقتادة، ومقاتل، والسدي: كان يوم عيد لهم يتزينون فيه، ويجتمعون في كل سنة. وقيل: هو يوم النيروز. وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: يوم عاشوراء. { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } ، أي: وقت الضحوة نهاراً جهاراً، ليكون أبعد من الريبة.