الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } * { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ }

{ كُلُواْ وَٱرْعَوْا } أي وارتعوا، { أَنْعَـٰمَكُمْ } ، تقول العرب: رعيت الغنم فَرَعَتْ، أي: أسيموا أنعامكم ترعى. { إِنَّ فِى ذَٰلِكَ } ، الذي ذكرتُ، { لأيَـٰتٍ لأُِوْلِى ٱلنُّهَىٰ } ، لذوي العقول، واحدتها " نُهْيَة " سميت نهية لأنها تنهى صاحبها عن القبائح والمعاصي. قال الضحاك: { لأُِوْلِى ٱلنُّهَىٰ }: الذين ينتهون عمّا حُرِّم عليهم. قال قتادة: لذوي الورع. { مِّنْهَا } أي من الأرض، { خَلَقْنَـٰكُمْ } ، يعني أباكم آدم. وقال عطاء الخراساني: إن المَلَك ينطلق فيأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة فيخلق الله من التراب ومن النطفة، فذلك قوله تعالى: { مِنْهَا خَلَقْنَـٰكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ } ، أي: عند الموت والدفن، { وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } ، يوم البعث.