الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } * { فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } * { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ } * { قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ }

{ قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } ، قال ابن عباس: أسمع دعاءكما فأجيبه، وأرى ما يراد بكما فأمنعه، لست بغافلٍ عنكما، فلا تهتما. { فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } ، أرسلَنا إليك، { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } ، أي: خلِّ عنهم وأطلقهم عن أعمالك، { وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } ، لا تتعبهم في العمل، وكان فرعون يستعملهم في الأعمال الشاقة، { قَدْ جِئْنَـٰكَ بِـآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ } ، قال فرعون: وما هي؟ فأخرج يده، لها شعاع كشعاع الشمس، { وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } ، ليس المراد منه التحية، إنما معناه سَلِم من عذاب الله من أسلم. { إِنَّا قَدْ أُوحِىَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } ، إنما يعذب اللَّه من كذب بما جئنا به وأعرض عنه. { قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَٰمُوسَىٰ } من إلهكما الذي أرسلكما؟. { قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِىۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَىءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } ، قال الحسن وقتادة: أعطى كلَّ شيء صلاحَه، وهداه لما يصلحه. وقال مجاهد: أعطى كل شيء صورته، لم يجعل خلق الإِنسان كخلق البهائم، ولا خلق البهائم كخلق الإِنسان، ثم هداه إلى منافعه من المطعم والمشرب والمنكح. وقال الضحاك: " أعطى كل شيء خلقه: يعني اليد للبطش، والرجل للمشي، واللسان للنطق، والعين للنظر، والأذن للسمع. وقال سعيد بن جبير: { أَعْطَىٰ كُلَّ شَىءٍ خَلْقَهُ }: يعني زوج، للإِنسان المرأة، وللبعير الناقة، وللحمار الأتان، وللفرس الرمكة. { ثُمَّ هَدَىٰ }: أي: ألهمه كيف يأتي الذكر الأنثىٰ.