الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلاَةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ } * { وَقَالُواْ لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ }

{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ } أي قومك. وقيل: من كان على دينك. كقوله تعالى:وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلَوٰةِ } [مريم: 55]، { وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا } ، أي اصبر على الصلاة، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر. { لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً } ، لا نكلفك أن ترزق أحداً من خلقنا، ولا أن ترزق نفسك وإنما نكلفك عملاً، { نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَـٰقِبَةُ } ، الخاتمة الجميلة المحمودة، { لِلتَّقْوَىٰ } ، أي لأهل التقوى. قال ابن عباس: الذين صدّقوك واتبعوك واتقوني. وفي بعض المسانيد أن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان إذا أصاب أهله ضرٌّ أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية ". قوله تعالى: { وَقَالُواْ } ، يعني المشركين، { لَوْلاَ يَأْتِينَا بِـآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ } ، أي الآية المقترحة فإنه كان قد أتاهم بآيات كثيرة، { أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ } ، قرأ أهل المدينة والبصرة وحفص عن عاصم: { تَأْتِهِمْ } لتأنيث البينة، وقرأ الآخرون بالياء لتقدم الفعل، ولأن البينة هي البيان فردَّ إلى المعنى، { بينةُ مَا فِى ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } ، أي بيان ما فيها، وهو القرآن أقوى دلالة وأوضح آية. وقيل: أولم يأتهم بيان ما في الصحف الأولى التوراة، والإِنجيل، وغيرهما من أنباء الأمم أنهم اقترحوا الآيات، فلما أتتهم ولم يؤمنوا بها، كيف عجّلنا لهم العذاب والهلاك، فما يؤمنهم إن أتتهم الآية أن يكون حالهم كحال أولئك.