الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ }

قوله تعالى: { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ } ، قال أبو رافع: " نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيف فبعثني إلى يهودي فقال لي: " قلْ له إن رسول الله يقول لك بِعْني كذا وكذا من الدقيق وأسلفني إلى هلال رجب " فأتيته فقلت له ذلك فقال والله لا أبيعه ولا أسلفه إلاَّ برهن، فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: " والله لئن باعني وأسلفني لقضيته وإني لأمين في السماء وأمين في الأرض، اذهبْ بدرعي الحديد إليه " " فنزلت هذه الآية: { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ } ، لا تنظر، { إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ } ، أعطينا، { أَزْوَاجاً } ، أصنافاً، { مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } ، أي زينتها وبهجتها، وقرأ يعقوب زهرة بفتح الهاء وقرأ العامة بجزمها، { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } ، أي لنجعل ذلك فتنة لهم بأن أزيد لهم النعمة فيزيدوا كفراً وطغياناً، { وَرِزْقُ رَبِّكَ } ، في المعاد، يعني: الجنة، { خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } ، قال أبي بن كعب: من لم يعتزَّ بعزة الله تقطعت نفسه حسرات، ومن يتبع بصره فيما في أيد الناس بطل حزنه، ومن ظن أن نعمة الله في مطعمه ومشربه وملبسه فقد قلّ علمه وحضر عذابه.