الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } * { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً } * { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً }

{ يَوْمَ يُنفَخُ فِى ٱلصُّورِ } ، قرأ أبو عمرو { نَنْفُخ } بالنون وفتحها وضم الفاء لقوله: { وَنَحْشُرُ } ، وقرأ الآخرون بالياء وضمها وفتح الفاء علي غير تسمية الفاعل، { وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ } ، المشركين، { يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } ، والزرقة: هي الخضرة: في سواد العين، فيحشرون زرق العيون سود الوجوه. وقيل: { زُرْقاً }: أي عمياً. وقيل: عطاشاً. { يَتَخَـٰفَتُونَ بَيْنَهُمْ } ، أي يتشاورون بينهم ويتكلمون خفية، { إِن لَّبِثْتُمْ } ، أي ما مكثتم في الدنيا، { إِلاَّ عَشْراً } ، أي عشر ليال. وقيل: في القبور. وقيل: بين النفختين، وهو أربعون سنة، لأن العذاب يرفع عنهم بين النفختين استقصروا مدة لبثهم لهول ما عاينوا. قال الله تعالى: { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } ، أي يتسارُّون بينهم، { إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً } ، أوفاهم عقلاً وأعدلهم قولاً، { إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً } ، قصر ذلك في أعينهم في جنب ما استقبلهم من أهوال يوم القيامة. وقيل: نسوا مقدار لبثهم لشدة ما دهمهم. قوله عزّ وجلّ: { وَيَسْـأََلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّى نَسْفاً } ، قال ابن عباس سأل رجل من ثقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ فأنزل الله هذه الآية. والنسف هو القلع، أي: يقلعها من أصلها ويجعلها هباء منثوراً.