الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً } * { قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } * { قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِيۤ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً }

{ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ } ، من أين، { يَكُونُ لِى غُلَـٰمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِى عَاقِراً } أي: وامرأتي عاقر. { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً } ، أي يبساً، قال قتادة: يريد نحولَ العظمِ، يقال: عَتَا الشيخ يَعْتُو عِتِيَّاً وعِسِيَّاً: إذا انتهى سنُّه وكبر، وشيخ عاتٍ وعاسٍ: إذا صار إلى حالة اليبس والجفاف. وقرأ حمزة والكسائي: عتياً وبكياً وصلياً وجثياً بكسر أوائلهن، والباقون برفعها، وهما لغتان. { قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ } ، يسير، { وَقَدْ خَلَقْتُكَ } ، قرأ حمزة والكسائي { خلقناك } بالنون والألف على التعظيم، { مِن قَبْلُ } ، أي من قبل يحيـى، { وَلَمْ تَكُ شَيْئاً }. { قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِّى ءَايَةً } ، دلالة على حمل امرأتي، { قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَـٰثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } ، أي: صحيحاً سليماً من غير ما بأس ولا خَرَس. قال مجاهد: أي لا يمنعك من الكلام مرض. وقيل: ثلاث ليال سويّاً أي متتابعات، والأول أصح. وفي القصة: أنه لم يقدر فيها أن يتكلم مع الناس فإذا أراد ذكر الله تعالى انطلق لسانه.