الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } * { لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } * { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً }

{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } ، يعني اليهود والنصارى، ومن زعم أن الملائكة بنات الله. وقرأ حمزة والكسائي: { وُلْداً } بضم الواو وسكون اللام، هاهنا وفي الزخرف وسورة نوح، ووافق ابنُ كثير، وأبو عمرو، ويعقوب في سورة نوح، والباقون بفتح الواو اللام، وهما لغتان مثل: العَرَب، والعُرْب، والعَجَم، والعُجْم. { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } ، قال ابن عباس منكراً. وقال قتادة ومجاهد: عظيماً. وقال مقاتل: لقد قلتم قولاً عظيماً. " والإِدّ " في كلام العرب: أعظم الدواهي. { تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَٰتُ } ، قرأ نافع { يكاد } بالياء هاهنا وفي حمۤعۤسقۤ لتقدم الفعل، وقرأ الباقون بالتاء لتأنيث السموات، { يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ } ، هاهنا وفي " حمعسق " بالنون من الانفطار، أبو عمرو وأبو بكر ويعقوب وافق ابن عامر وحمزة هاهنا لقوله تعالى:إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } [الانفطار: 1] وٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرٌ } [المزمل: 18]، وقرأ الباقون بالتاء من التفطر ومعناهما واحد، يقال: انفطر الشيء وتفطر أي تشقق. { وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ } ، أي: تنكسر كسراً. وقيل: { تَنشَقُّ ٱلأَرْضُ } أي: تنخسف بهم، " والانفطار " في السماء: أن تسقط عليهم، { وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً }: أي تنطبق عليهم.