الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } * { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } * { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } * { لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً }

{ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ } ، أي لا تعجل بطلب عقوبتهم، { إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } ، قال الكلبي: يعني الليالي والأيام والشهور والأعوام. وقيل: الأنفاس التي يتنفسون بها في الدنيا إلى الأجل الذي أجل لعذابهم. قوله عزّ وجلّ: { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } أي: اذكر لهم يا محمد اليوم الذي يجمع فيه من اتقى الله في الدنيا بطاعته إلى الرحمن، إلى جنته وفداً، أي: جماعات، جمع " وافد " ، مثل: راكب وركب، وصاحب وصحب. وقال ابن عباس: ركباناً. وقال أبو هريرة: على الإِبل. وقال علي بن أبي طالب: ما يحشرون والله على أرجلهم، ولكن على نوقٍ، رحالها الذهب، ونجائبٍ سرجها يواقيت، إن همُّوا بها سارت، وإن همُّوا بها طارت. { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ } ، الكافرين، { إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } ، أي مشاة. وقيل: عطاشاً قد تقطعت أعناقهم من العطش. " والوِرْدُ " جماعة يردون الماء، ولا يرد أحدٌ الماءَ إلا بعد عطش. { لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَـٰعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } ، يعني: لا إله إلا الله. وقيل: معناه لا يشفع الشافعون إلا لمن اتخذ عند الرحمن عهداً، يعني: المؤمنين، كقوله:وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } [الأنبياء: 28]. وقيل: لا يشفع إلا من شهد أن لا إله إلا الله، أي لا يشفع إلا المؤمن.