الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً }

قوله عزّ وجلّ: { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُنَا بِيِّنَـٰتٍ } ، واضحات، { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، يعني: النضر بن الحارث وذويه من قريش، { لِلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ } ، يعني فقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت فيهم قشافة، وفي عيشهم خشونة، وفي ثيابهم رثاثة، وكان المشركون يرجلون شعورهم، ويدهنون رؤوسهم ويلبسون حرير ثيابهم، فقالوا للمؤمنين { أَىُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً } ، منزلاً ومسكناً، [وهو موضع الإِقامة. وقرأ ابن كثير: { مقاماً } بضم الميم أي إقامة]. { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } ، أي مجلساً، ومثله النادي، فأجابهم الله تعالى فقال: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً } ، أي متاعاً وأموالاً. وقال مقاتل: لباساً وثياباً، { وَرِءْياً } ، قرأ أكثر القراء بالهمز، أي: منظراً، من " الرؤية " ، وقرأ ابن عامر، وأبو جعفر، ونافع غير ورش " ورِيَّا " مشدداً بغير همز، وله تفسيران: أحدهما هو الأول، بطرح الهمز، والثاني: من الرِّي، الذي هو ضد العطش، ومعناه: الارتواء من النعمة، فإن المتنعم يظهر فيه ارتواء النعمة، والفقير يظهر عليه ذيول الفقر.