الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } * { أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } * { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً }

قوله عزّ وجلّ: { وَيَقُولُ ٱلإِنسَـٰنُ } ، يعني: أُبيّ بن خلف الجمحي، كان منكراً للبعث، قال: { أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } قاله استهزاءً وتكذيباً للبعث. قال الله عزّ وجلّ: { أَوَلاَ يَذْكُرُ } ، أي: يتذكر ويتفكر، وقرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب { يَذْكُر } خفيف، { ٱلإِنسَـٰنُ } ، يعني أبيّ بن خلف { أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } ، أي: لا يتفكر هذا الجاحد في بدء خلقه فيستدل به على الإِعادة، ثم أقسم بنفسه، فقال: { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ } لنجمعنَّهم في المعاد، يعني: المشركين المنكرين للبعث، { وَٱلشَّيَـٰطِينَ } ، مع الشياطين، وذلك أنه يحشر كل كافر مع شيطانه في سلسلة، { ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ } ، قيل في جهنم، { جِثِيّاً } ، قال ابن عباس رضي الله عنه: جماعات، جمع جثوة. وقال الحسن والضحاك: جمع " جاثٍ " ، أي: جاثين على الرُّكَبِ. قال السدي: قائمين على الرُّكَبِ لضيق المكان.