الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } * { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً }

{ قَالَ } إبراهيم { سَلَـٰمٌ عَلَيْكَ } ، أي: سلمت مني لا أصيبك بمكروه، وذلك أنه لم يؤمر بقتاله على كفره. وقيل: هذا سلام هجران ومفارقة. وقيل: سلام برٍّ ولطفٍ، وهو جواب الحليم للسفيه. قال الله تعالى:وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَـٰهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } [الفرقان: 63]. قوله تعالى: { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ } ، قيل: إنه لما أعياه أَمَرَهُ ووعده أن يراجع الله فيه، فيسأله أن يرزقه التوحيد ويغفر له. معناه: سأسأل الله تعالى لك توبة تنال بها المغفرة. { إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيّاً } ، برّاً لطيفاً. قال الكلبي: عالماً يستجيب لي إذا دعوته. قال مجاهد: عوَّدني الإِجابة لدعائي. { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، أي: أعتزل ما تعبدون من دون الله: قال مقاتل: كان اعتزاله إيّاهم أنه فارقهم من " كوثىٰ " ، فهاجر منها إلى الأرض المقدسة، { وَأَدْعُواْ رَبِّى } ، أي أعبدُ ربي، { عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّى شَقِيًّا } ، أي: عسى أن لا أشقى بدعائه وعبادته، كما تشقون أنتم بعبادة الأصنام. وقيل: عسى أن يجيبني إذا دعوته ولا يخيبني.