الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ } * { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ }

{ ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ } ، [قال الزجاج: أي ذلك الذي قال إني عبد الله عيسى ابن مريم]، { قَوْلَ ٱلْحَقِّ } ، قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب: { قولَ الحق } بنصب اللام وهو نصب على المصدرُ أي: قالَ: قَوْلَ الحقِّ، { ٱلَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ } أي: يختلفون، فقائل يقول: هو ابن الله، وقائل يقول: هو الله، وقائل يقول: هو ساحر كاذب. وقرأ الآخرون برفع اللام، يعني: هو قولُ الحق، أي هذا الكلام هو قولُ الحق، أضاف القولَ إلى الحق، كما قال: " حق اليقين " ، و " وعْد الصدق ". وقيل: هو نعت لعيسى ابن مريم، يعني ذلك عيسى ابن مريم كلمة الله والحق هو الله { ٱلَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ } يشكُّون، ويختلفون، ويقولون غير الحق. ثم نفى عن نفسه الولد، ثم عظّم نفسه فقال: { مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ } ، أي ما كان من صفته اتخاذ الولد. وقيل: اللام منقولة أي ما كان الله ليتخذ من ولد، { سُبْحَـٰنَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } ، إذا أراد أن يحدث أمراً، { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }. { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ } ، قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو { أن الله } بفتح الألف، يرجع إلى قوله: { وَأَوْصَانِى بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ } وبأن الله ربي وربكم، وقرأ أهل الشام والكوفة ويعقوب بكسر الألف على الاستئناف { فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ }. { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } ، يعني: النصارى، سُمُّوا أحزاباً لأنهم تحزَّبوا ثلاث فرقٍ في أمر عيسى: النسطورية، والملكانية، واليعقوبية. { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } ، يعني يوم القيامة.