الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً }

{ فَأَشَارَتْ } ، مريم، { إِلَيْهِ } ، أي إلى عيسى عليه السلام: أن كلِّموه. قال ابن مسعود رضي الله عنه: لما لم يكن لها حجة أشارت إليه، ليكون كلامه حجةً لها. وفي القصة: لما أشارت إليه غضب القوم، وقالوا مع ما فعلت تسخرين بنا؟ { قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } أي: من هو في المهد، وهو في حجرها. وقيل: هو المهد بعينه، " وكان " بمعنى: هو. وقال أبو عبيدة: " كان " صلة، أي: كيف نكلم صبياً في المهد. وقد يجيء " كان " حشواً في الكلام لا معنى له كقولههَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً } [الإسراء: 93] أي: هل أنا؟ قال السدي: فلما سمع عيسى كلامهم ترك الرضاع وأقبل عليهم. وقيل: لما أشارت إليه ترك الثدي واتكأ على يساره، وأقبل عليهم وجعل يشير بيمينه: