الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً }

قوله عزّ وجلّ: { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِى ٱلْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً } خبراً، واختلفوا في نبوته: فقال بعضهم: كان نبياً. وقال أبو الطفيل: سئل علي رضي الله عنه عن ذي القرنين أكان نبياً أم ملكاً؟ قال: لم يكن نبياً ولا ملكاً، ولكن كان عبداً أحبَّ الله وأحبه الله، ناصَحَ الله فناصحه الله. وروي أن عمر رضي الله عنه سمع رجلاً يقول لآخر: ياذا القرنين فقال: تسميتم بأسماء النبيين فلم ترضوا حتى تسميتم بأسماء الملائكة. والأكثرون على أنه كان ملكاً عادلاً صالحاً. واختلفوا في سبب تسميته بـ " ذي القرنين " ، قال الزهري: لأنه بلغ قرني الشمس مشرقها ومغربها. وقيل: لأنه كان ملك الروم وفارس. وقيل: لأنه دخل النور والظلمة. وقيل لأنه رأى في المنام كأنه أخذ بقرني الشمس. وقيل: لأنه كانت له ذؤابتان حسنتان. وقيل: لأنه كان له قرنان تواريهما العمامة. وروى أبو الطفيل عن علي أنه قال: سمي " ذا القرنين " لأنه " أمر قومه بتقوى الله، فضربوه على قرنه الأيمن فمات فبعثه الله، ثم أمرهم بتقوى الله فضربوه على قرنه الأيسر فمات، فأحياه الله. واختلفوا في اسمه قيل: اسمه " مرزبان بن مرزبة اليوناني " من ولد يونان بن يافث بن نوح. وقيل: اسمه " الاسكندر بن فيلفوس بن ياملوس الرومي ".