الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }

{ قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } روي عن علي أنه قال: عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلثمائة شمسية، والله تعالى ذكر ثلثمائة قمرية، والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة سنة ثلاث سنين، فيكون في ثلثمائة تسع سنين، فلذلك قال: " وازدادوا تسعاً ". { لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، فالغيب ما يغيب عن إدراك: والله عزّ وجلّ لا يغيب عن إدراكه شيء. { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } أي: ما أبصر الله بكل موجود وأسمعه لكل مسموع! أي: لا يغيب عن سمعه وبصره شيء. { مَا لَهُم } أي: ما لأهل السموات والأرض، { مِّن دُونِهِ } أي من دون الله، { مِن وَلِىٍّ } ناصر، { وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا } ، قرأ ابن عامر ويعقوب: { ولا تشركْ } بالتاء على المخاطبة والنهي، وقرأ الآخرون بالياء، أي: لا يشركُ الله في حكمه أحداً. وقيل: " الحُكْم " هنا عِلْمُ الغيب، أي: لا يشرك في علم غيبه أحداً.