الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً } * { ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً }

{ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ ءَاذَانِهِمْ } ، أي: أنمناهم وألقينا عليهم النوم. وقيل معناه منعنا نفوذ الأصوات إلى مسامعهم، فإن النائم إذا سمع الصوت ينتبه، { فِى ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } ، أي: أنمناهم سنين معدودة وذكر العدد على سبيل التأكيد. وقيل: ذكره يدل على الكثرة فإن القليل لا يعد في العادة. { ثُمَّ بَعَثْنَـٰهُمْ } ، يعني من نومهم، { لِنَعْلَمَ } أي: علم المشاهدة، { أَيُّ الحِزْبَيْنِ } ، أي الطائفتين، { أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُواْ أَمَدًا }. وذلك أن أهل القرية تنازعوا في مدة لبثهم في الكهف. واختلفوا في قوله: " أحصى لِما لبثوا " أحفظ لما مكثوا في كهفهم نياماً أمداً، أي: غاية. وقال مجاهد: عدداً. ونصبه على التفسير.