الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً }

{ ذَٰلِكَ } الذي ذكرتُ من حبوط أعمالهم وخسة أقدارهم، ثم ابتدأ فقال: { جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ ءَايَـٰتِى } ، يعني القرآن، { وَرُسُلِى هُزُواً } ، أي: سخرية ومهزوءاً بهم. قوله عزّ وجلّ: { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّـٰتُ ٱلْفِرْدَوْسِ } ، روينا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة " قال كعب: ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس فيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر. وقال قتادة: " الفردوس ": ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها وأرفعها. قال كعب: " الفردوس ": هو البستان الذي فيه الأعناب. وقال مجاهد: هو البستان بالرومية. وقال عكرمة: هي الجنة بلسان الحبش. وقال الزجَّاج: هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية. وقال الضحاك: هي الجنة الملتفة الأشجار. وقيل: هي الروضة المستحسنة. وقيل: هي التي تنبت ضروباً من النبات، وجمعه فراديس. { نُزُلاً } ، أي: منزلاً. وقيل: ما يهيأ للنازل على معنى كانت لهم ثمار جنات الفردوس ونعيمها نزلاً، ومعنى " كانت لهم " أي: في علم الله قبل أن يُخلقوا.