الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } * { قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً }

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ } ، أثنى الله على نفسه بإنعامه على خلقه، وخصَّ رسوله صلى الله عليه وسلم بالذكر، لأن إنزال القرآن عليه كان نعمة عليه على الخصوص، وعلى سائر الناس على العموم. { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً }. { قَيِّماً } ، فيه تقديم وتأخير، معناه: أنزل على عبده الكتاب قيِّماً، ولم يجعل له عوجاً، " قَيماً " أي: مستقيماً. قال ابن عباس: عدلاً. وقال الفراء: قيماً على الكتب كلها أي: مصدقاً لها ناسخاً لشرائعها. وقال قتادة: ليسى على التقديم والتأخير، بل معناه: أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، ولكن جعله قيماً ولم يكن مختلف على ما قال الله تعالى:وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً } [النساء: 82]. وقيل: معناه لم يجعله مخلوقاً. وروي عن ابن عباس في قوله:قُرْءَاناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِى عِوَجٍ } [الزمر: 28] أي: غير مخلوق. { لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا } ، أي: لينذر ببأسٍ شديد، { مِّن لَّدُنْهُ } ، أي: من عنده، { وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } ، أي الجنة.